الاثنين، 3 فبراير 2014

أكوان بثقب ... حوتي



                 لا أتذكر الساعة التي قذفتني فيها أمي في رحم الحياة لأني ولدت بلا عقل . وحين فتحت عيني على هذه المأساة اكتشفت أني ولدت في بطن حوت  .. كثير ما كانت جدتي تلقنني قصصاً من قصص الحيتان كيف تبتلع البشر لكنها لم تكشف لي ذلك السر ـ إننا ولدنا جميعا في بطن حوت ـ . وكبرت . ودخلت المدرسة . وحدّثنا المعلم عن قصة الحوت كيف ابتلع النبي يونس ؟؟ ..
ضحكتُ . وقلت لنفسي ـ هل إننا جميعنا أنبياء ؟؟ ـ .. كبرت أكثر أخذت اكرر عبارة التصقت بلساني " متى نخرج من هذه المتاهة .. فيوسف خرج من البئر ويونس خرج من بطن الحوت ونحن مازلنا في هذه الحرب التي لا معنى لها .. استدركت قليلا وقلت لنفسي متسائلا " متى نتوب لنخرج من الحرب ؟؟؟؟" .
ـــــــــــــــــــــــــ
محمد الكريم - العراق
  

الأحد، 2 فبراير 2014

قلق الامواج في قصص محمد الكريم

قلق الامواج
 في  قصص محمد الكريم

بقلم /عبد الحكيم أمين

لعل المدخل الأكثر فعالية والمتلازمة التي كثيراً ما نتلمسها في قصص محمد الكريم هي الصورة، فهي تلامس الواقع الإنساني وتتخطى الاختلافات اللغوية والحواجز الجغرافية ، فهي تعجل ديناميكية الحدث وتكتنز لحظات معبرة وتجليات شفافة وفتوحات أخاذة في أطروحة سبر الوعي الإنساني وملامسته بفعالية وطراوة . ففي السطر الثالث من قصة (( أبي يركض وراء قطيع الأحلام )) تتهادى صورة تلخص الحدث كله وتكون معادلاً موضوعياً لقصته كلها ... (( أبي يهرب من لوحته المعلقة على جدار صالة الجلوس في عتمة الليل . يركض وراء القطيع .))هنا تتجسد بانوراما جميلة : الزمن ليلا ، الظلام يعم المكان ، صورة توحي بالخوف والغموض ... ثمة لوحة معلقة على الجدار ... ورجل يركض وراء القطيع ويترك القاص لمخيلة القارئ ملء التفاصيل : ما هو كنه القطيع في لوحة معلقة على الجدار ؟ .. وفي لحظة تتبدل المواقف حيث تتناقض الألوان
(( ربما أنا في كابوس ابيض يزورني الصباح بغتة))
وفي قصة (( الراقص في المقبرة)) يظل البطل حائرا ، يترقب ، يغالب الألم وحالة انعدام الوعي .. متعلقا بالماضي الذي شتت وعيه وأثقل كاهله و شوش ذاكرته  فصار يتماهى مع الموتى في غضبهم وحنقهم من واقعهم الساكن  وغدا المستقبل بالنسبة إليه قبرا حاضرا ينتظر موته .. ليس هو وحده بل تطلعاته الثقافية ومشاريعه المستقبلية . إن قصة (( الراقص في المقبرة )) معادل موضوعي لحالة الإحباط والضياع التي يعيشها الشباب العرب.
ويجسد القاص حالة الحبس الاختياري الذي يعيش  بصورة بصرية معبرة ، بل بلوحة فنية ، ملصقات مخيفة ، هياكل عظمية ، جماجم ، حيوانات وطيور  تلك الصورة التي تمهد لحادث أكثر رعبا:
و هنا يؤشر القاص حالة الموت الجماعي التي تهيمن على مجتمعنا بوفاة صديقه
 بشكل غير متوقع وتحذير مجهول بقرب وفاته بصورة (( إعلان في جريدة )) .
وفي قصة (( نباح كلب)) يلف القاص ويدور حول نفس الثيمة ، ثيمة الضياع واللامعنى وكأن القاص يعيش نفس أجواء الكتاب الوجوديين في بداية القرن العشرين:
(( ابتلعتني المدينة أتسكع في دروبها الضيقة الملتوية كثعبان ، انبح ...لعابي ما عاد يشفي جراحي العميقة ،كل لعقة اصرخ بعدها آه فيزداد سيل دمي أكثر ... أكثر))
ويعبر القاص عن حالة الغربة و الانعزال والصوت المنفرد الذي  يسمعه أحد في قصة (( أنا حمار)) حيث يسير العالم في اتجاه الذي يريد بينما يبقى البطل كئيبا مستلبا ، يتقمص شخصية حمار تترقرق الدمعة في عينيه كمدا على رزقه .. انه حمار من نوع خاص يفترق عن الحمير الآخرين .. ذلك أنه يشعر بالآخرين ويشاركهم همومهم.
وفي قصة (( بدون إزعاج))  يتربع مسرح القصة ثلاثة أبطال الذبابة والبعوضة والقاص الذي يكون ضحية لسخريتها ، هناك يقدم لنا القاص مشهدا دراميا عن نفس النغمة التي يرددها القاص بآلات موسيقية مختلفة: نغمة العجز والعقم وعدم القدرة على المواجهة الجدية، فهو عاجز أمام بعوضة وذبابة فما باله أمام مطبات الحياة الأخرى ؟
وأزعم أن قصة ((حرز)) المكتوبة بحرفية عالية وباقتصاد بالكلمات يلفت النظر ، حيث أن أي حرف في هذه القصة هو متغير  يمكن الاستغناء عنه في معادلة أدبية معقدة ذات مستويات متعددة واقعية ورمزية ، تراجيدية و كوميدية تؤرخ بمرارة لحقيقة الموت الأسود الاحتلال الذي غمر عقول العراقيين وقلوبهم .
العرض القصصي يؤرخ البراءة بأجمل صورة ويعكس العفوية الأخاذة في أداء الكاتب و لا سيما نهاية القصة الجميلة المعبرة.
وقصة (( كسوف حلقي)) ربما حاول القاص أن يعبر عن حالة الضياع وانعدام الوزن وتلاشي الإحساس بالزمن كقناع عن مرارة الواقع وعدميته وهو موضوع جدير بالتناول في فن كالقصة القصيرة لكنه لم يفلح في إحكام بناء هذه القصة وعدم نضج شخوصها وتعثره في نهايتها .
ومع ذلك فإن الكاتب في اغلب قصصه يستثمر العناصر الثلاثة في القصة القصيرة : العرض والنمو والعنصر الدرامي استثمارا ناجحا يدل على أن الكاتب يمتلك موهبة خلاقة سيفصح عنها في قصصه القادمة.
فمن ميزات القصة القصيرة إخراج الحدث المتصوّر الذي يخرج إلى الوجود في إطار التشابه مع الواقع والتخلي عن حيل الفن الشعبي الذي يعتمد على ارتجالات بالغة الغرابة ، ويستمر في أداء وظيفتها كفن خالص قصد فيه إشباع القارئ المتجدد الناقد، وهذا الطرح ينسجم تماما مع أداء محمد الكريم في اغلب قصص المجموعة.




الجمعة، 15 نوفمبر 2013

ق ق جدا /من ذكريات أمي



 من ذكريات أمي

كانت أمي موظفة في مكتب ..
 تعرف القواد الذين تعاقبوا عليه واحدا واحدا ،
 وكلما أحيل أحدهم على المعاش يوصي بها لخلفه، 
 )كمربية، فاضلة( بدوام كامل ..

السبت، 28 سبتمبر 2013

دفاتر خاصة: إلى من يريد الإنضمام إلى قائمة مؤلفي مدونة "دفاتر خاصة"

دفاتر خاصة: إلى من يريد الإنضمام إلى قائمة مؤلفي المدونة: إلى من يريد الإنضمام إلى قائمة مؤلفي المدونة أعزائي، عزيزاتي نظرا للصعوبات القصوى التي يواجهها كل من يريد الإنضمام لقائمة مؤلفي ...

أُهزوجة ُ الظّل

أُهزوجة ُ الظّل

ظلي من جيل ٍ
و أنا من جيل ْ


و بالرغم، يجمعنا الخطوُ
و الدّربُ الطويل ْ

لهُ ان يركبَ الخيلَ
و لي أن أكتبَ الليل َ
أسفارا ً
أناجيل ْ

لهُ الطيِّبُ الحُلوُ
و ليَّ الويلُ
أيُّ ويل ْ

لهُ الكأسُ و النفسُ
و المواويل
و لي احتساءُ ما  تجودُ به العين

ظلي من طين
و أنا من طين
و بالرغم، يجمعنا الضّلعُ
و الحنين

فيا ظلي كنْ مني
إني منك

و إليك أميل

السبت، 17 أغسطس 2013

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

أبي يركض وراء قطيع الأحلام [1]


أبي يركض وراء قطيع الأحلام [1]      


مرَّ المساء بسرعة خاطفة كوميض البرق لكنني لم أر ما شاهدته في الليالي السبع الماضية .. كانت ليالي الكوابيس .. ـ أبي يهرب من لوحته المعلّقة على جدار صالة الجلوس في عتمة الليل .. يركض وراء القطيع ..!!ـ
أغمضُ عيني لحظات .. لربما أنا الآن في كابوس ابيض يزورني الصباح بغتة .. أطلق أنفاسي الحارة على وجه الوسادة ـ يا الهي ، أبي ما زال يحرس الكراسي !! ـ .. أغمض عيني ثانية باحثاً عن كابوس مختبئ في جفنيَّ اسمع كفاً تطرق على باب سمعي ، أشعة حمراء تتسلل من نافذة الموت ، اهتز  رعباً باحثاً عن مأوى اختبئ فيه من انفجار قد حصل توا .. افتح عيني ، هارباً من الكابوس ..
ثمةَ صياحٍ لنسوة ثكالى ضاعت منهنَ أحلامهن وأطفال ينوون الدخول إلى الدرس احترقت واجباتهم وصارت وقوداً لشي لحمهم ، وعجوز يبيع الحلوى مرمي على الطريق يصرخ " يا نار كوني بردا على قلوب الثكلى .. "
عدت أمارس التذكر لم أرَ سوى الحرب باقية معشعشة في شريط الذاكرة وأسماء أصدقائي قد هربوا إلى الموت رغما عنهم لم يبق منهم أحد . بمن اتصل  كي يعينني على هذه المأساة ؟ ، الانفجار أكل نصف بيتي وظل الباب واقف وما زالت الكف تطرق على الباب !!
أحاول النهوض من فراشي لم استطع ، شُلَّ جسدي ، احتلني هوس .. انظر إلى جسدي أراه على طوله .. احمد ربي بأنه لم يصبح صرصاراً .. صدقت في هذه اللحظة تلك الرواية المثيرة للجدل " المسخ لكافكا " لكن سرعان ما تبدل الأمر حركت ساقي وذراعي ولم أر تغييراً في شكلي الآدمي ..
أصيح بصرخة مرتعشة :
-         من يطرق الباب ؟ لا افتحها لربما تنفجر سيارة أخرى موضوعة في مكان خاضع لحراسة تامة ويحسبونني من نفذ التفجير ؟؟
-         افتح الباب أنا أبوك جئت اطمئن عليك .. أمازلت تنتظر ساعة الرحيل إلى أصدقائك أم سافرت قبل توديعي ؟؟
-         أبي ، رايتك تركض وراء القطيع حلم يتكرر كل ما أسدل ستارة العرض اليومي على مسرح الحياة عن عيني  . كيف تفسره لي ؟؟
-         لا يا ابني حيث أنا ما زلت متمسكا بأفكاري ولن أبدلها مهما تبدل الدهر .. قم يا ولدي وافتح الباب ..
-         ادخل من  حيث تَهدّم الجدار فقد ترك الانفجار فتحات ليستغلها اللصوص .
-         لا يا ولدي فان زوجك معك ..... وانا لست لصا .....
-         زوجتي ودعتني قبل أن تخرج وذهبت بأطفالها مترجلة إلى الموت وبعد ربع ساعة حدث الانفجار ..
" كيف استطعتُ آن أقول هذا الكلام حرقة تجتاح قلبي "
-         اذهب يا أبي  اذهب وأعلن صرختي .. انتظرُ الليل لأراك في كابوس آخر هل ستبقى في اللوحة أم ستركض وراء القطيع بعد أن فقدت أحفادك  ؟؟ ..


[1] نشرت في جريدة طريق الشعب العدد : 173 /27-4-2013

السبت، 8 يونيو 2013

لا للحدود المصطنعة
 عزالدين علام










من الأقصى إلى إندونيسيا

لاحدود لا جواز سفرٍ

لاتراخيص..لاإذن من حاكمٍ

فعبثا يحاول بعض بقايا..

أذنابِ محتلٍّ مغتصبِ

"تشييدَ" السميكِ من  الأسوارِ

فإن كان جذار"برلين" حطمه،

شعب الجرمانِ مجتمعا.

فإن كل أسواركموا

لم ولن تقوَ على الصمودِ

أمام عزيمة.. إرادة..

الأُباة من الشعوبِ

الأحد، 26 مايو 2013





قصيدة مهداة لابنتيّ أخي العزيزتين:
الأستاذة الجامعية (إحسان علام)
والطالبة الجامعية (إكرام علام)
من وحي الأيام الجميلة التي قضيتها وأسرتي معهما ومع السيدة والدتهما وأخيهما العزيز الأستاذ (حسام علام) بمدينة أغادير،صيف سنة 2010
عزالدين علام
 

الأخيّتان..


ألا أيها الزاجلُ من الحمامْ

بلّغ  الأخيتين

إحسانُ وإكرامْ..

مني السلامْ

أخبرهما  أنّني..

ما تذكّرتهما يوما،

وهل يُتذكّر إلا..

من كان مصيره النسيانْ؟ 

أنا ما نسيت ولن أنسَ

إحسانْ

من كانت دوماً..

للتعقُّل والاتزانْ،

وحصافة الرأي،

والحنوِّ والاحتشامْ...

عنوانْ..

ولا غابت عن عينيَّ..

لحظة من الزمانْ

من أحسبها..

واحدةً من سرب الحمامْ

ممشوقةُ القدِّ..

كأنّها الخيزرانْ

أُجزم أنّها..

ما استقبلتني..

ببيت أبيها يوماً

دون أن تكون..

طليقة الوجه،

وبثغر بسّامْ..

ومن تكون غيرها

ابنة أخي..

إكرامْ؟