و تسألني حبيبتي الرحيلَ
تنصحني بالنسيان و تدّعي
أن قلبها قلعة بالغة التحصين فاختر البديلَ
تمزق أوراقي بوجهي
وتأمرني أن أستقيلَ
تدعي أن قلبها جلمود من الثلج
رغم حرارة حبي لن يسيلَ
أيتها الأميرة الحمقاء
ما بك أراك بعد لا تفهمين
أنا الذي اخترت إلى قلبك سبيلا
أنا الذي غزوت قلبك العاصي
وما يهمني إن سقطت اليوم قتيلا
عنادك هذا
ما زادني إلاّ حبا، وشوقا، وعشقا،
فلو لا عذابه ما كان الحب جميلا
همساتك تباغتني في ليل سرمدي
تشل أفكاري
و يتوقف الدهر لحظات
فتزحف جحافل الأميرة
تطعنني فأرتد عليلا كليلا
أيا امرأة
ترى أن حبي لها استعارة
وأن زمان العشق انتهى
وأني لست سوى شاعر يجيد التبجيل
آه لو تعلمين
كم تتمخض الأفكار بداخلي
وكم تتصارع الحروف بالكلمات
وكم تتردد الأقلام بين أناملي
لأهديك حبيبتي
قصائد زخرف لم أرى لها مثيلا
حبيبتي
أزيلي النقاب واعترفي
أن قصائدي تهد صخور الجليد
تحرك فيك أوتار الحب من جديد
ألم أصنع منك
الأميرة، والجميلة، وسيدة النساءْ
ألم أرسمك وردة بأشعاري
ألم أهديك رحيق الكلمات
بكل سخاءْ
أحُبّك هذا يسلبني
أم هي حماقة الشعراءْ
ما به قلبك لا يسمعني
ما بها آذانك صماءْ
حبيبتي
أجيبي النداء واعترفي
ما بها إجاباتك جوفاءْ
ما بها شمسك لا تطلع من مشرقها
ونجمك
لا ينير سمائِيَ الظلماءْ.
إني أتحداك في الماضي والحاضر
والآتي
أتحدى من إلى عينيك سبقوني
أن يحبوكِ
كما أحببتك مولاتِي
أتحداهم جميعاً على كثرتهم
أن يصفوك
كما فعلت أنا بالكلماتِ
وأن يرسموك حروفاً وردية
كما رسمتك أنا بلوحاتي
فلماذا تستعجلين الرحيل
وبأي ذنبٍ
تموت أشعاري بكراساتي
فاسألي عني كل زاوية ببيتي تجيبْ
كم مرة شاركتني ليلاتي
استنجد بالأقلام أعصرها
فأرشف رحيق الكلماتِ
أداوي جرح الفؤاد مغترباَ
وأنيسي في غربتي سيجاراتي
أيتها العذراء
حبيبتي، ملهمتي
وأميرة الأميراتِ
كذبت بكل أحاسيسي
وآمنت بحبك جميلة الجميلاتِ
في عينيك ضاعت مفاهيم الهوى
وعلى شفتيك ماتت كل النزواتِ
تربعتِ عرش الفؤاد
فأعلنت الحب طاعة مولاتي
عشقك حرب خاسرة
تاهت بأحضانها انتصاراتي
فاحكمي كيفما تشائين
واجلدي، واصلبي، واقتلي من تشائين
فأنت حسناء الحسناواتِ
حبيبتي
رغم الصد، رغم الإعصارْ
رغم كل ما خلفه حبك من دمارْ
رغم تتابع النكباتِ
رغم قسوة الانتظارْ
سأظل أحبك جميلتي
إلى أن أُسْلَبَ الخيارْ
فأنا هنا باقٍ
أكمل فصول مسرحية الإصرارْ
أي مسرحية هاته
مثلت بها كل الأدوارْ
وما انسدل الستارْ
أين ليلى وأين الحوارْ
ما بها ليلى منهكةٌ...حزينةٌ
تريد الفرارْ
ما بها حصونك لا تنهارْ
ما به لسانك يعجز عن القرارْ
ألا فانفعلي...
فكل حرف بقصائدي
يطلب الثارْ
ألا فاتركي قلبك يختارْ
واعلمي أن حبي لغيرك
وهمٌ،
مستحيلٌ، وانتحارْ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق