السبت، 25 أغسطس 2012




جيتار
محمد الكريم
هذه الليلة تمردتُ على ذاتي ، بدل أن  افتح جهاز الحاسوب ضربتُ موعداً مع الليل ، والنجوم طالعة رغم سخونة الجو . كان برفقتي جيتار ، أحرك أوتاره بين وقت وآخر ، أتابع حركة النيازك . عندما كنت طفلا أخاف النوم وحدي على سطح الدار ، خشية من النجوم والقمر اهرب إلى تحت الرداء ، باكيا ، لكن اليوم اهرب إلى الجيتار اعزف الشعور الذي يغمرني والموسيقى التي تنساب وكأني لم اعزف انا . يولد حب في خافقي .. فيَّ رغبة جامحة .. أؤلف قطعة موسيقية .. ثم إرتعاشة .. ثم ذبول. يأخذني الهذيان إلى شرح تفاصيلها ، كيف كانت جميلة هذا اليوم يذكرني بها هذا الظلام المزركش بالنجوم ، فهي كذلك ، بفستانها الموسيلين الأسود المطعم بالنمنم اللامع ـ كالنجوم ـ. ويتوسط صدرها بقعة بيضاء مدورة ( عبارة عن أشرطة مطعمة بالنمنم اللامع ) ـ كالقمر ـ .. أناملي ترتعش ، تحاول العزف ـ لم أسيطر رغم ان الفكرة ترسخت في ذهني .. لمست الأوتار برفق مسحت عليها رغم الخوف الذي يحتلني بلا سبب . صدرت نغمة من كَيتاري لم اسمعها من قبل وكأني اضغط على شفتيها .. قلت هامسا بين الأوتار " أكيد هي الآن تنتظرني على الفيس بوك ، لربما على آحر من جمر لتسألني ـ كيف رأيتني هذا اليوم ؟ ـ أو لربما أتعبها الانتظار فتركت لي رسالة أو كتبت سؤالها على صفحتي العامة أو .. أو .. أو ............ . اقرع بسبابتي على ظهر الجيتار وكأني اضغط على مفتاح تشغيل الحاسوب أجد عدة رسائل ولم أر واحدة منها . الكل يفتقدني إلا هي بحثت عنها فلم أجدها في قائمة المفضلين . تذكرت إنها غيرت اسمها بحثت من جديد ، لم اعثر عليها عرفت إنها خرجت من قائمة أصدقائي .. اااااه على قلبي الذي نسى موعدها .. عدت اكرر العزف وأسجله في نقالي لأنشره على صفحتي الشخصية تحت عنوان أولي " بين حبيبتي والليل " وسألت نفسي " هل ستبدي إعجابها ؟! " .


هناك تعليقان (2):



  1. اخي محمد الكريم
    نكهة هذا النص في صدقه..فما اجمل أن نكون صادقين لحظة التعبير
    محبتي

    ردحذف
  2. الاستاذ عبد العالي اواب اسعدني مرورك الرائع
    محبتي لك

    ردحذف