لماذا
لا يسقط الثلج على تلتنا,,,؟
كان
عالمي ينحصر هناك عند التلة
حينها كنا صغارا نصنع بيوتات من الطين قرب
نخلتي العم صالح,وقصب السكر يتمايل,وصوت الريح يعزف سمفونيات أشبه بما عزفه شوبان
باخ.
حين سقطت اول قطرة مطر,أسرعت إلى غرفة أخي
اتطلع إلى التلة ,وأترقب سقوط الثلج على
سفحها..
مر الوقت حثيثا, ولم يحصل شئ..وما هي إلا لحظات
حتى بزغت الشمس من جديد...
ابتعدت السحب
السوداء ,ولم يحصل الثلج...
كم حلمت ان تكلل التلة بحلة بيضاء,وتنثال
الألوان على منحدراتها, فتعانق ألوان الطيف...
صعدت السطح, ورحت أتساءل:
لماذا
لا يسقط الثلج على تلتنا ,إنها مرتفعة كثيرا عن بيتنا؟
أقبلت سحابة بيضاء
كبيرة , وحجبت الشمس, فقلت في نفسي:
إنها هذه السحابة تخفي
سرا,فهي تقترب ببطء من التلة, فلم لا أساعدها في الاقتراب منها أكثر,
علها تصطدم بها؟
عزمت على أن أنفخ
فيها مطولا باتجاه التلة, فصرت أنفخ فيها مطولا حتى كاد حنكاي ينفجران من
شدة الضغط...
كان أبي يراقبني عن
كثب.
اقترب مني, واخذ
يضحك مني, ثم قال لي :
تعالي
معي,أريد أن أريك شيئا
حملني على دراجته,
وأطلق لي حرية السفر...
سرنا والتلة
شامخة.كلما اقتربنا منها تبعد عنا أكثر... وعند بلوغنا المنحدر, ترجلنا من الدراجة,
وصعدنا التلة بمزيد من الحذر...
كان أبي يخطو
بتُؤَدَة..واحد ,اثنان,ثلاثة.. يرسل شهيقا وزفيرا على التوالي...
نظرت إلى الأفق.
الفضاء الأزرق فسيح لا حدود له,ولا غيمة استقرت في مكان
لم تعد التلة مرتفعة كما رأيتها من أسفل.بات من
الصعب أن تعانق السحب, وتصطدم بها لينزل الثلج.ستظل شامخة, وصديقاتها الروابي ترجع
صدى الريح, وتعزف لحنا عذبا, به تصدح
الطيور في البكور..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق