ثامن مارس ومكتسبات المرأة العربية
ذ.حسن إدريسي، الأحداث المغربية بتاريخ 11مارس2013،العدد4917،ص:18.
صار الثامن من مارس من كل سنة رمزا لنضال المرأة تخرج فيه نساء العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن، ويحتفلن فيه بما حققنه من إنجازات حقوقية على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية.
صار الثامن من مارس من كل سنة رمزا لنضال المرأة تخرج فيه نساء العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن، ويحتفلن فيه بما حققنه من إنجازات حقوقية على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية.
إنها الشمعة التي احترقت من أجل الآخر الذي صيرها حديقة بلا أزهار بمعاملته الوحشية، لتنقلب بعد ذلك إلى بركان انفجر في شكل الاحتجاجات التي عرفتها نيويورك حوالي 1857، ثم تكرر
المشهد في الثامن من مارس من سنة 1908 تحت شعار "خبز وورود" ثم طالب
النساء بعد ذلك بالمساواة وبعض الحقوق السياسية، وبناء عليه اتخذت المرأة الأمركية هذا اليوم يوما عالميا لها قبل أن تتبناه منظمة الأمم المتحدة سنة 1977.
ولم تكن المرأة العربية ببعيدة عن هذا الحراك
حيث أرغمت الحكومات على إقحام مطاليبها في الدساتير تماشيا مع المواثيق الدولية الخاصة
بحقوق المرأة الإنسانية وفى مقدمتها اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد
المرأة وهو ما ساهم في بلورة الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذى أفرد عددا من
مواده لحقوق المرأة. كالمادة الثالثة التي
أكدت على المساواة بين الرجل والمرأة في
الكرامة الإنسانية والحقوق والواجبات في
ظل التمييز الإيجابي الذي أقرته الشريعة الإسلامية والشرائع السماوية
الأخرى والتشريعات والمواثيق النافذة لصالح المرأة وتعهدت الدول الأطراف باتخاذ
التدابير اللازمة لضمان هذه الحقوق.
هذه إذن خطوة هامة قطعتها المرأة العربية في مسيرتها
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل تتمتع حقا بالحقوق التي تضمنها لها
القوانين والتشريعات أم أنها حبر على ورق فقط؟
أعتقد
أن الواقع يثبت عكس ذلك مادمنا في مجتمع
أبيسي تحكمه قيم اجتماعية وعادات وتقاليد راسخة. مجتمع صارت فيه الفتوة والقوة أمورا مشاعة بين الجميع، فهذا يكفر وهذا يتهم وآخر يتاجر في أعراض النساء، لا لشيء إلا للوصاية
الذكورية التي عهدناها منذ العصر الجاهلي، فمُنعت الأخت من متابعة الدراسة بدعوى
الخوف علىى فساد أخلاقها !. وسُلب حقها في السفر والزوجة في التصرف على سجيتها... مع العلم أن
الأخلاق مرتبطة بالمبادئ التي رسختها التربية الأسرية المبنية على التواصل
والتفاعل، لا الخوف والترهيب والانغلاق، فالفتاة التي تتجنب المساوئ خوفا من أبيها
مثلا ستلجأ إليها عند غيابه، وفي المقابل إذا كانت مقتنعة من كون أمور ما سيئة فلن
تقدم عليها سواء أكان حاضرا أو غائب.
لا
مفر إذا من مواجهة الواقع بحكمة وتخطيط واستراتيجية محكمة لأن الأسرة هي اللبنة
الأولى في عمارة المجتمع و الإنسان هو محرك عجلة الحضارة ومتى صار واعيا صارت
البقية هينة. ومحاربة سياسة التهجين الممارسة من الإعلام الرسمي والتي تمررها
المسلسلات التركية والميكسيكية وغيرها من البرامج المادية والدخيلة التي كان من
المفترض أن تقدم لجمهور واعي قادر على التذوق والنقد عكس ما هو عليه الحال في
بلدنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق