أبي
يركض وراء قطيع الأحلام [1]
مرَّ المساء بسرعة خاطفة كوميض البرق لكنني لم أر ما شاهدته في الليالي
السبع الماضية .. كانت ليالي الكوابيس .. ـ أبي يهرب من لوحته المعلّقة على جدار
صالة الجلوس في عتمة الليل .. يركض وراء القطيع ..!!ـ
أغمضُ عيني لحظات .. لربما أنا الآن في كابوس ابيض يزورني الصباح بغتة ..
أطلق أنفاسي الحارة على وجه الوسادة ـ يا الهي ، أبي ما زال يحرس الكراسي !! ـ ..
أغمض عيني ثانية باحثاً عن كابوس مختبئ في جفنيَّ اسمع كفاً تطرق على باب سمعي ،
أشعة حمراء تتسلل من نافذة الموت ، اهتز
رعباً باحثاً عن مأوى اختبئ فيه من انفجار قد حصل توا .. افتح عيني ،
هارباً من الكابوس ..
ثمةَ صياحٍ لنسوة ثكالى ضاعت منهنَ أحلامهن وأطفال ينوون الدخول إلى الدرس احترقت واجباتهم وصارت وقوداً لشي لحمهم ، وعجوز يبيع الحلوى مرمي على الطريق يصرخ " يا نار كوني بردا على قلوب الثكلى .. "
ثمةَ صياحٍ لنسوة ثكالى ضاعت منهنَ أحلامهن وأطفال ينوون الدخول إلى الدرس احترقت واجباتهم وصارت وقوداً لشي لحمهم ، وعجوز يبيع الحلوى مرمي على الطريق يصرخ " يا نار كوني بردا على قلوب الثكلى .. "
عدت أمارس التذكر لم أرَ سوى الحرب باقية معشعشة في شريط الذاكرة وأسماء
أصدقائي قد هربوا إلى الموت رغما عنهم لم يبق منهم أحد . بمن اتصل كي يعينني على هذه المأساة ؟ ، الانفجار أكل
نصف بيتي وظل الباب واقف وما زالت الكف تطرق على الباب !!
أحاول النهوض من فراشي لم استطع ، شُلَّ جسدي ، احتلني هوس .. انظر إلى
جسدي أراه على طوله .. احمد ربي بأنه لم يصبح صرصاراً .. صدقت في هذه اللحظة تلك
الرواية المثيرة للجدل " المسخ لكافكا " لكن سرعان ما تبدل الأمر حركت
ساقي وذراعي ولم أر تغييراً في شكلي الآدمي ..
أصيح بصرخة مرتعشة :
-
من يطرق الباب ؟ لا افتحها لربما تنفجر سيارة أخرى
موضوعة في مكان خاضع لحراسة تامة ويحسبونني من نفذ التفجير ؟؟
-
افتح الباب أنا أبوك جئت اطمئن عليك .. أمازلت تنتظر
ساعة الرحيل إلى أصدقائك أم سافرت قبل توديعي ؟؟
-
أبي ، رايتك تركض وراء القطيع حلم يتكرر كل ما أسدل
ستارة العرض اليومي على مسرح الحياة عن عيني
. كيف تفسره لي ؟؟
-
لا يا ابني حيث أنا ما زلت متمسكا بأفكاري ولن أبدلها
مهما تبدل الدهر .. قم يا ولدي وافتح الباب ..
-
ادخل من حيث
تَهدّم الجدار فقد ترك الانفجار فتحات ليستغلها اللصوص .
-
لا يا ولدي فان زوجك معك ..... وانا لست لصا .....
-
زوجتي ودعتني قبل أن تخرج وذهبت بأطفالها مترجلة إلى
الموت وبعد ربع ساعة حدث الانفجار ..
" كيف استطعتُ آن أقول هذا الكلام حرقة تجتاح قلبي "
-
اذهب يا أبي
اذهب وأعلن صرختي .. انتظرُ الليل لأراك في كابوس آخر هل ستبقى في اللوحة
أم ستركض وراء القطيع بعد أن فقدت أحفادك
؟؟ ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق