لا يزال العالم بخير
كلما رأيت أولئك
الذين يعمرون الأرض وقد فُطروا على الظلم وجُبِلت أنفسهم على الشر, وتمزقت بالأنانية
واكتظت بالحقد والضغينة.انطلقت من نفسي التي صلبتها وعكفت على ترويضها, فكنت أحترس
مع غيري كما هو محترس مني يتربص بي الدوائر.فما كان منها إلا أن انصاعت لطبعا
وحالت بيني وبين خصمي,فعصفت بآمالي ومطامحي.إذا اجتمعت بها صرفت كبريائها واضطربت, وإذا ملت إليها أستجديها
عزفت عني كل الجدوى منها, وما إن تعالت وضلت عن السبيل,أوثقتها وألبستها رداء
الاستقامة,كي لا ينكل منها من تعثر في رداء التعصب والتطرف, وفي حياتنا كثير من
الدجل والتهريج والشعوذة ما يدفعنا أن
نتحصن ضد هذه الأوبئة التي تتوالد بأجسامنا فتطمس الحقائق وتنشر المغالطات ,فكيف نستطيع أن
نعزل أنفسنا عن هذه الممارسات الخاطئة ونحن نلقنها فتجدنا مرتعا خصبا صالحا
للنماء,لتصبح أحكاما فطرية.
إني أأسف للذين
يكفرون بالفضائل والقيم حسبهم في ذلك العلاقات الإنسانية التي يشوبها الزيف
والتناقض والتضارب الذي يعصف بالمجتمع ويفكك أواصره فيختلط الخسيس بالنزيه والظالم
بالعادل,والوفي بالخائن ويتلبس كل منهما رداء الآخر ,فتموت الفضيلة ويستعرض
الكبرياء نفسه بشكل مزيف ,إني لا أساير
رأي المتشائمين ممن يعيبون الوقت ويشتمون الزمن بادعائهم المطلق على أنه غير طباع
البشرية وألبسهم قناع الرذيلة ذاك هو الإنسان يحيل أخطاءه على غيره وهو الذي يشحن
المعدة بالطعام أكثر ما يغذي عقله والشعور..حقيقة نبتعد عنها ونغفل سببها وقت قُذِف
الإنسان نطفة في قرار مكين وخرج صفحة بيضاء لا يشوبها شيء,ووضعت له السماء مثلا عِليا,فيتمرد
على المبادئ النبيلة الكامنة في حنايا القلوب ويضربها كفا ليخضعها لعقيدته
المبتدعة والمضللة.
فما أتعسه من إنسان
حين تكون حياته و مبادئه وفضيلته مزيفة وابتسامته صفراء, لا تصلح للاستعمال إلا
بمقابل من الرذائل التي تبرق لنا وتغرينا في الظاهر,
بهيجة بنار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق