السبت، 10 نوفمبر 2012
قصة قصيرة جدا // نُباح كلب
ابتلعتني المدينة .. أتسكع في دروبها الضيقة الملتوية كثعبان ، انبح ، ما عاد لصوتي صدى ، لا سامع يسمعني ولا فائدة من نباحي ولكن انبح ... لعابي ما عاد يشفي جراحي العميقة ، كل لعقة اصرخ بعدها آهة فيزداد سيل دمي أكثر .. أكثر ! .
روحي قطار تركت أفلاك سكتها بلا نهاية / بلا محطة وقوف إلا الموت .. !!
لِمَ ابكي / اصرخ / انبح ؟؟ ... لِمَ هجرت عقلي ؟!
إن كلبا آخر توقف في محطته الأخيرة وظل هناك بين المخلفات .. التف النمل حوله حتى حان الصباح لم يبق منه إلاّ رفات عظامه ، يدوسها عامل البلدية بحذائه الرثة ...
نباح كلب !! أو بالأحرى نزيف صمت لا حدود له أعمق من أغوار البحار ..
يبدو العالم ـ فعلاً ـ قرية افتراضية صغيرة ، من يتعشّق في أفلاكها لا يفكها أبداً ولا يفهم سواها معنى للحقيقة .. أنا في هذه المدينة ، لكنني أدور في أسوارها ابحث عن ثمرة عيشي الضائعة لا أكل في الشوارع ، صار أكلهم أقراصا صغيرة يبلعونها وهم في أمكنتهم .. لا مخلفات تُرمى .. !!
مداخل الخوف كثيرة والدخول عنوة والخروج مستحيل .. أولي راكضاً بعد أن يرميني ذاك التافه بحجارة تزيد جراحي ألماً ، ابحث عن مأوى طول الليل ، ولا سبيل إلى الفجر إلا موتي وموتي مستحيل ...!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق