أتذكرين...؟
عزالدين علام*
تُرى هل لازلتِ تذكرينْ..
ما كان بيننا..
أم أنّ ذكرياتنا قد طواها النسيانْ؟!
أتذكرينَ يوم كنّا هناكَ..
على ذلك الشاطئ الجميلْ؟
أبحرنا..غُصنا.. في الأعماقِ
أتذكرين..خوفي من الغرقِ؟
لكنّكِ سحبتِني إلى اليمِّ
هامسةً في أذُني:
"لاتخف حبيبي ما دمتَ معي..
عهدا مني سأُعيدكَ
متى شئتَ
إلى البرِّ
وأعود وحدي لمواصلة الإبحارِ"
استقبلتنا الحوريات هناكْ...
بالزغاريدِ...بالأهازيجِ...بالحفلاتِ..
وفي غفلة مني
تسلَّلتِ..
في جُنح الظلامِ
مخْلفة كلّ العهودِ
سألَتني عنك الحورياتُ:
"أين رااااحتْ
من توّجناها..
أميرةَ الأميراتِ
وملكةَ البحار والمحيطاتِ"
بقيت هناك لوحدي..
غريبا بين الفاتناتِ..
أصارع الأمواجَ.. وكلَّ التيّاراتِ
***
أتذكرين .. أين كانت أولى اللقاءاتِ
أين كانت أولى العناقاتِ..؟
سألتني عنكِ
القلعةُ والأطلالُ..
حينما زُرتها وفاءً منّي للذكرياتِ ..
جلست على نفس الأريكةِ..
التي شهدَت أولى القُبلاتِ
حامت حولي العصافيرُ..
وهْي تشدو مشفقةً لحالي..
أحزنَ الألحانِ
أتذكرين حينما حملتكِ بين ذراعي
مجتازا بكِ الجداولَ والسّواقي..
خوفا عليكِ من أن تبتلّين بالماءِ..؟
أتذكرين حينما توّجْنا عشقنا بالزواجِ
زواجا فريدا غير مسبوقِ
بارَكته الملائكة وكلُّ من في الملكوتِ
آاااااااه.. "لو كنتُ أعلم الغيبَ"
ما أحببتُ...
وما مسّنيَ الضّرُ
ولا بقيتُ الآن وحيدا
أهيمُ على وجهي بين الدروبِ.
الدار البيضاء في:20 كانون الأول-دجنبر-2012
*
شاعر من المغرب الأقصى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق